«أحمد عز» العاشق الولهان بفن التمثيل..كتاب لابد من دراسته

احمد عز
احمد عز



من الوهلة الاولى من يلتقى احمد عز منذ بداياته واولى خطواته الفنية لابد وان يتأكد انه امام مشروع نجم قادم..وليس اى نجم بل انه من النجوم الذين سيصبح له علامة وبصمة خاصة فى عالم الفن المصرى والعربى.

 

ففى بدايته كان هذا الشاب الوسيم جدا صاحب الكاريزما الذى يحب التمثيل ولكنه يحتاج جهد كبير لثقل موهبته..فهو شكل رائع لو وقف امام الكاميرا لابد ان يخطف الانظار من كل من حوله..وايضا بعيدا عن الكاميرا فهو يخطف انظار واهتمام الجميع فى اى مكان يتواجد فيه.

 

وعندما قرر الدخول الى عالم التمثيل لم يكن مجرد شاب يهوى فن التمثيل ويكتفى بهذا الحب والعشق الداخلى منه للتمثيل..او انه فقط اعتمد على شكله..ولكنه كان يخطط لتطوير نفسه وادائه فأخذ دروس خاصة بالتمثيل على ايد اكبر اساتذة فن الاداء التمثيلى وعلى رأسهم طبعا دكتور محمد عبد الهادى الذى كان فى هذه الفترة اهم ورشة تمثيل فى مصر والتى خرج منها اغلب نجوم الفن والشباك الحاليين..قهو كان من اهم المحطات لأى شاب يحب فن التمثيل.

 

وبدأ عز يدخل عالم الافلام وتدرج من دور صغير الى اكبر الى ان وصل الى اول بطوله له مع فيلم مذكرات مراهقة اخراج ايناس الدغيدى والذى نجح من خلاله بشكل كبير ان يضع اولى خطوات النجومية له..فى مصر والوطن العربى لدرجة انه سافر يوما الى بيروت مع ايناس الدغيدى والهام شاهين وعلى ما اتذكر النجمة يسرا وهالة صدقى وهالة سرحان وهم كانوا فى قمة نجوميتهم فى هذه الفترة..ليفاجأوا بالجمهور يلتف حولهم فى المطار وبكثافة كبيرة.

 

فظنوا انهم اتوا لهم..ولكن المفاجأة انهم تركوا كل هؤلاء النجوم والتفوا حول احمد عز يلتقطوا معه الصور بإنبهار وولع بنجمهم الجديد الذى ابهرهم بوسامته وكاريزماته..وظلوا يلاحقوه حتى وصل الى المطار وسط دهشة هؤلاء النجوم الكبار..ولكن للامانة وسط سعادتهم الكبير والغامرة بمولد نجم جديد.

 

ومع هذا النجاح فى اولى الخطوات الفنية لأحمد عز لم يكتفى بهذا فظل يشتغل على نفسه ويطور نفسه ولم يترك اذنيه للنداهة التى ممكن ان تقنعه انه خلاص وصل الى قمة النجومية اصبح نجم محبوب ولا يحتاج اى جهد او تعب اخر..ولكن عز صم اذنيه عن النداهة التى افشلت كثير ممن كان متوقع لهم النجومية والتاريخ الفنى الكبير..ولكن استسلامهم للنداهة القى بهم فى غياهب التاريخ..ولم تستمر نجوميتعم اكثر من ثلاث او اربع اعمال على الاكثر.

 

فكان عز الاذكى ظل يعمل على نفسه ويطور من ادائه..بل وانه كان يسمع للنقد فكان يعمل به فسمع او قرأ ذات مرة انه صوته كممثل يحتاج العمل عليه كثيرا حتى لايتسبب ذلك فى فقدان كثير من جمهوره بل وادوار مهمة ممكن ان تأتى له..فلم يتكاسل بل اسرع بالتدريب والشغل على الصوت.

 

وكما قال فى احد البرامج انه بالفعل تعلم كيف يتكلم من داخله بكل احاسيس ومشاعر المشهد المطلوب من الشخصية الدرامية..فهو كان فى البداية يتكلم ما لايتعدى رقبته (الزور)فكان الصوت يخرج رفيعا لا مشاعر به..ولكنه صمم التدريب والدراسة والاجتهاد حتى اصبح امام جمهوره من عمل الى اخر فنانا متكاملا شكلا وصوتا وكاريزما وموهبة وخفة دم.

 

وتمكن من ادواته التى تجعله بسهولة ينتقل من حالة خفة الدم الى حالة اخرى سواء من الرومانسية او الغضب..الخ..ثم عادى يعود الى حالته الاولى..لدرجة ان المشاهد اصبح يشعر انه يتعامل مع فن التمثيل وكأنه يتجرع كوب ماء..يقدم ادواره بشكل سهل وبسيط.. ولكنه فى الحقيقة انه لم يصل الى هذه الحالة من التمكن والثقة فى الموهبة والاداء السهل ولكنه ممتنع فى نفس الوقت الا بعد عناء وجهد كبير جداجدا..يصل الى انه اكثيرا مايأتى على صحته وحياته الشخصية والخاصة.

 

فهو العاشق الولهان بفن التمثيل..ولكنه على قناعة تامة انه ليس بالحب فقط يستمر الفنان حتى يصل الى قمة النجومية..وليس بالعشق فقط يحافظ النجم على استمرارية نجوميته..بل بالعمل والجهد والتطوير المستمر فى كل تفاصيل هذا الفنان.

 

وهذا ليس مجرد وصف او كلام مرسل عن نجم كبير يستحق تكريمه من مهرجان كبير بحجم وتاريخ وعراقة مهرجان القاهرة السينمائى..بل انه كلام كان لى الحظ الجميل اننى عايشته مع هذا النجم الكبير منذ بداياته حيث كان لى الشرف والحظ الجميل اننا كنا اصدقاء فى بداية مشواره الفنى وكنا سنعمل معا فى اكثر من عمل سينمائى بالفعل بدأنا فى تحضيرهم معا.

 

ومنهم عمل كان سيخرجه المخرج الكبير الراحل الذى تعلمنا منه الكثير الاستاذ شريف شعبان الذى لم يأخذ حقه كمخرج متميز كما كنا سنعمل معا فى عمل من انتاج مدام نهاد رمزى رحمها الله زوجة المنتج الكبير محمد حسن رمزى والتى كانت تحب ان تتبنى المواهب الشابة وتساندهم بكل حب واهتمام وكانت دائما هى والمنتج الكبير الراحل محمد حسن رمزى مايراهنوا على احمد عز هذا الشاب العاشق للتمثيل والذى سيصبح يوما ما احد اهم نجوم السينما فى مصر والوطن العربى.

 

 

ولكن لم يكتب لى الحظ ان يستكمل العمل مع عز..ولكننى للأمانه كنت منبهرا بعقليته وحبه وشغفه للتمثيل..وكنت منبهرا اكثر بتصميمه على التعلم كل لحظة والشغل على نفسه..وكيف انه لايرى امامه سوى النجاح هدف..لايلتفت يمينا اويسارا او الى الخلف الى اى شئ ممكن يعرقله..هو فقط يعمل ومركز فى عمله وفى تطوير نفسه..بل وفى اختياراته لمن يعمل معهم من الاساتذة الكبار ليكتسب منهم خبرات جديدة وكثيرة ومهما وصل اليه لم يصل اليه ولو للحظة الغرور الذى هو عدو اى نجاح لأى فنان او موهوب.

 

فعند دائما حد فاصل وقاطع بين الثقة بالنفس وبين الغرور ..فهو الواثق من نفسه دائما والواثق اكثر فى ربنا بأنه طالما يجتهد ويتطور ويركز فقط فى شغله واختياراته وفنه سيكتب له الله النجاح..كما انه يعلم جيدا انه ممثل..موهبته فى الاساس هى فن التمثيل لذا فهو لايفعل كما يفعل غيره بتشتيت نفسه فى التأليف والكتابة واحيانا اخراج.

 

فهو يرى نفسه فقط ممثل عليه ان يبدع فى مجاله دون ان يشتت نفسه فى مجالات اخرى لها مايبدع فيها افضل منه فقط عليه ان يختار من يعمل معهم ويرى فيهم مايفيده ويساعده على التألق فهو دائما ما يعمل مع كل من هو ناجح وموهوب فى مجاله..وايضا لم يكتفى فقط بذلك بل بدأ يساعد ويعتمد ويعطى الفرصة لموهوبين حقيقين فى مجال الكتابة والاخراج وغيرها من عناصر العمل الفنى.

 

فهو بالفعل اصبح فنان ونجم ذو قيمة وقامة خاصة ومميزة فى عالم التمثيل المصرى والعربى..وشهادتى عنه لم اطرحها على سبيل الكلام المرسل ولكنها شهادة من احدهم اقترب من عز منذ بداياته ككثير التقوا به واقتربوا منه وعملوا معه وكانوا دائما مايروا انه سيصبح احد اهم نجوم الوطن العربى على مدار تاريخ الفن العربى.

 

فمن وجهة نظرى البسيطة هو الكتاب الذى لابد ان يقرأه الفنانيين الشباب ويتعلموه ويستوعبوا دروسه حتى يعرفوا كيف يصلوا الى ماوصل له عز..من موهبة فنية ونجومية وحفاظ على النجومية..وحب الجمهور له المتزايد يوما بعد يوم ودون الالتفات حتى لأى شائعات سلبية يطلقها عليه احدهم ولو كانت طالت غيره لكان كرهه الجمهور ولكن عز سبحان الله الناس تحبه اكثر واكثر بل وتكره ممن يلاحقوه بالشائعات والازمات..فليس هناك نجاح من فراغ..او صدفة.

 

 

ترشيحاتنا